«ولكن «الحداثة» تعبيرٌ عربي لا ينطبق كل الانطباق على المودرنية، ويختلف معناه باختلاف مستخدميه، وإذا كان قد اتخذه بعض الكُتاب عَلمًا على كتاباتهم، فليس معنى ذلك أنهم يعنون به مدرسةً بعينها من مدارس الأدب الحديث؛ أي الأدب الذي ابتعد عن المحاكاة واتخذ منهجًا من هذه المناهج الجديدة. وما أكبرَ الفارقَ بين إنتاج إدوار الخراط الذي ارتبط اسمه أكثر من غيره بما يُسمى أدب الحداثة، وبين أعمال جمال الغيطاني الذي يبتدع أساليب ووسائل فنيةً تجعله ينتمي إلى أكثر من مدرسةٍ من هذه المدارس، وإن لم يقُل لنا إنه من أرباب الحداثة ولا من دُعاتها، بل — وهذا من مفارقات التاريخ الأدبي — إنه يقول بعكس ذلك!»